"طبقات المفسرين" تعني: العلماء الذين عاشوا في عصر واحد, في علم واحد, في قرن واحد, هذا القرن حوالي مائة سنة. إذن كل علماء مائة سنة في أي علم من العلوم يقال عليه: "طبقة". وطبقة أولى، تليها طبقة ثانية، وثالثة، وهكذا...
![]() |
"الطبقة" مفرد، والجمع: "الطبقات" أي: كتاب الطبقات. |
![]() |
وكلمة "الطبقات" إذا استعملت للمكان كان معناها: التساوي، أو طبقة فوق طبقة. وإذا استعملت للدلالة على الزمان كان معناها: التساوي، أو الشيء بعد الشيء. مثال ذلك: الآية الثانية من سورة (الملك), والآية الرابعة عشرة من سورة (نوح), وذلك في قول الله تعالى: ((خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا)) [نوح: ١٥]. |
![]() |
و"الطبقة" أيضًا هي: طبقة الدار. وكما يقال: طبقات العين. |
![]() |
وإذا استعملت كلمة "طبقات" للزمن، فإنها أيضًا تدل على: الجيل. يقول فقهاء اللغة: إن كلمة "طبقة" ترادف كلمة: قَرْن. |
![]() |
وتُستخدم كلمة "طبقات" للدلالة على: الأُسَر الملكية الحاكمة القديمة في فارس. |
![]() |
ولعل الأصل فيها هو: اهتمام العرب بالأنساب والتراجم. فقد وُجدت قبل كتاب "الطبقات" لابن سعد, (ت٢٠٣هـ), أو قُلْ في زمنه على الأقل. وُجدت سلسلة من كتب الطبقات لم يصل إلينا مُعظمها, وهي تتناول القُرّاء والفقهاء والشعراء. ذلك أننا نجد علاوة على كتاب واصل بن عطاء (ت١٣١هـ) المستقل بذاته في ذلك العهد المتقدم, والموسوم بعنوان: "طبقات أهل العلم والجهل". ونجد أيضًا كُتُبًا أخرى مثل: "طبقات الشعراء" لابن النديم. ونجد كتبًا لياقوت والهيثم بن علي (ت٢٠٧هـ). |
![]() |
نجِد أيضًا كتب لطبقات الفقهاء والمحدِّثين, وطبقات مَن روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. نجد طبقات الفرسان, لعلّ المقصود: الشعراء. |
![]() |
وقد كان تصنيف أجيال الأعلام في طبقات من الأمور التي يصعب الاستفادة منها, فضلًا عن أن يحول بيننا وبين العثور على علم بعينه في وقت قصير؛ ومن ثَمَّ نُظِّمَ هذا التصنيف من بَعد, فضُمَّت الفترات المتساوية في الزمن بعضها إلى بعض, ورُتِّبَ الأعلام داخل كل فترة ترتيبًا أبجديًّا في الغالب. |
![]() |
وأقدم مثال على ذلك هو كتاب "طبقات الصوفية" للسلمي (ت٤١٤ هـ). وثمة كتب من هذا القبيل هي: "طبقات الشافعية" للسبكي (ت٧٧١هـ), وابن الملقن (ت٨٠٤هـ), وابن دقناق (ت٨٠٩هـ), الذي رتَّبَ على القرون, وابن قاضي شبة (ت٨٥١هـ), الذي رتَّبَ كتابه على فترات, كلُّ فترة عشرون سنة. |
![]() |
وخير السبيل لتحاشي هذه الصعوبات قد تيسرت مجموعة كتب الطبقات التي سادت في زمن متأخِّر متَّبِعَة الترتيب الأبجدي في جميع تراجمها, فبعدت لطبيعة الحال كلَّ البعد عن المعنى الحق لكلمة "طبقة", وكان يعبَّر عن ذلك في معظم الأحوال بإضافة شيء إلى عناوينها. |
![]() |
وأقدم كتاب من هذا القبيل هو: الكتاب الذي فُقِد فيما يظهر وعنوانه: "تاريخ طبقات القُرَّاء" لعثمان بن سعيد الداني (ت٤٤٤هـ). وقد جرى على هذه الخطة أيضًا ابن الجزري (ت٨٣٣هـ) في "غاية النهاية في طبقات القراء", وكذلك القرشي (ت٧٧٥هـ), الذي ألَّف "الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية", وغير ذلك من الكتب الكثيرة... |

![]() |
هم العلماء المتعاصرون في قرن معيَّن من الزمان, في أي فنٍّ من الفنون كالتفسير والقراءة والفقه والشعْر, وغير ذلك من هذه الأمور... |
![]() |
المحقق يقول: "لم أجد له ترجمة, فهو كُتب أنَّه من علماء القرن الحادي عشر". والمحقق هو: سليمان بن صالح, الأستاذ المساعد بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. هذا العالم من علماء القرن الحادي عشر. وقد نصَّ المؤلف على عنوان الكتاب في مقدمته حيث قال: "فهذا المجموع فيه طبقات المفسرين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ثم المفسرين من التابعين, ثم من سائر الأئمة المفسرين, على ترتيبهم -رحمهم الله-". |
![]() |
ويؤكّد المحقق نسبة الكتاب إلى مؤلفه فيقول: "ممّا يؤكد نسبة الكتاب إلى المؤلِّف: أنَّه قال في آخره: "الحمد لله على الإتمام والاختتام, والصلاة على رسوله محمد سيد الأنام, وعلى آله وأصحابه السادات الكرام، من ترتيب هذه الطبقات بأحسن النظام, في اليوم الخامس من شهر ذي الحجة الشريفة في سنة خمس وتسعين وألف من هجرة مَنْ له العز والشرف, على يد جامعه وكاتبه أحمد بن محمد". |
![]() |
قَسَّمَ المؤلِّف كتابه إلى فصول, كلُّ فصل خصَّصه بتراجم المفسرين خلال مائة سنة. هكذا المائة الأولى من عصر الصحابة إلى سنة (١٠٠هـ), ثم إلى سنة (٢٠٠هـ)، وهكذا إلى أواخر القرن الحادي عشر الهجري. |
![]() |
ينقل المؤلِّف أحيانًا الترجمة بنصِّها من أحد المصادر التي اعتمدها. يذكر في الترجمة: اسم المترجَم, ونسبه ونسبته. ثم يصفه بالفقيه أو المحدِّث أو الحافظ. وقد يذكر شيئًا من مناقبه, ثم شيوخه, وتلاميذه باختصار. ثم يذكر بعض كتبه, وخاصة ما يتعلّق بالتفسير وعلومه. |
![]() |
جعَل المؤلف في آخر كتابه فصلًا خاصًّا بِمَن ألَّف في بعض أنواع علوم القرآن. |
![]() |
أوهام في بعض الوفيات. |
![]() |
بعض الأوهام في نسبته لبعض الكتب. |
![]() |
أخطاء في النقل من بعض الكتب. |
