١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
ذكر المفسرين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم
كتاب "طبقات المفسرين" تأليف أحمد بن محمد الذي هو من علماء القرن الحادي عشر.
بدأ المؤلف بكتابة فصل في ذكْر المفسِّرين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل المائة الأولى:
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: ابن عمِّ الرسول- عليه الصلاة والسلام-, ومن أصحابه -صلى الله عليه وسلم-, الحبر والبحر في التفسير. قال الذهبي: "روي: أنه لم يكن على وجه الأرض في زمانه أحد أعلم منه, قرأ عليه مجاهد وسعيد بن جبير، والأعرج وعكرمة. وتوفي في الطائف سنة ثمان وستين, وصلَّى عليه محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، أخو الحسن والحسين -رضي الله عنهما-, وقال: "اليوم مات باني العلم". وقد كُفَّ بصره في أواخر عمره".
عبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل, أبو عبد الرحمن الهذلي المكي: صار من كبراء الأصحاب, وأخذ القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وأفشى إلى الخلق. وكان حسن الهيئة، وطيب الرائحة, وموصوفًا بالذكاء والفطنة. وكان مقتديًا به في معاني القرآن. توفّي سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع.
عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشيّ العدويّ: كان عالمًا وزاهدًا ومتورعًا، وكاملًا في معاني القرآن. توفي بمكة سنة ثلاث وسبعين.
عبد الله بن الزبير بن العوام, أبو بكر الأسدي القرشي: كان عالمًا بالقرآن ومعانيه, وكان كثير الصيام والصلاة, وأشجع الناس, وصاحب الأنفة, وشديد البأس. قُِتَل بمكة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي: روي عنه القرآن ومعانيه, والقصص والأخبار, وأشياء كثيرة. وكانت وفاته بمكة سنة ثمان وستين.
أُبَيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار, أبو المنذر الأنصاري المدني: أخذ القرآن ومعانيه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكان سيِّد القرَّاء. توفِّي سنة ثلاث وثلاثين. وفي وقت الوفاة اختلاف كثير بين المؤرخين: فقيل: سنة عشرين أو تسع عشرة, وقيل: اثنتين وعشرين, وقيل: سنة ثلاث, قال الواقدي: "وهو أثبت الأقاويل عندنا".
زيد بن ثابت, أبو خارجة الأنصاري الخزرجي: المقرئ الفرضي, يعني: العالم بعلم الفرائض, علم المواريث. كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان عالمًا بالقرآن ومعانيه, وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين.
أبو هريرة واسمه: عبد الله أو عبد الرحمن بن صخر الدوسي: كان أهل ورع وزهد، وشديد التحري في جميع الأمور, وكثير الاحتياط, كان عالمًا بالقرآن ومعانيه. توفي بمكة سنة سبع وخمسين.
أنس بن مالك بن النضر, أبو حمزة الخزرجي: خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وقد ارتحل إلى البصرة, وهي بلدة مشهورة بالعراق في زمان خلافة عمر -رضي الله عنه-, وعلَّمَ الناس الفقه, ومعاني القرآن. وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين, وكان له ثمانون أولادًا ذكورًا.
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن سلمة الأنصاري: كان من مشاهير الصحابة, وكثير الرواية من القرآن ومعانيه وأحكامه. وكانت وفاته في المدينة سنة تسع وتسعين من الهجرة.
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
ذكر المفسرين من التابعين
ثم بدأ المؤلف في ذكر المفسرين من التابعين -رحمهم الله- في المائة الأولى:
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
رفيع بن مهران البصري, أبو العالية الرياحي التابعي: ذكره الذهبي في "طبقاته". كان إمامًا في القرآن والتفسير والعلم والعمل. وأخذ القراءة عرضًا عن أُبَيِّ وزيد بن ثابت وابن عباس. مات سنة تسعين.
محمد بن كعب القرظي, أبو حمزة أو أبو عبد الله: وقد وُلِدَ في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. روى عن فضالة بن عبيد وأبي هريرة. وقد جلس للتحديث في المسجد فانهدم السقف وأهلكه مع أصحابه في سنة تسعين.
سعيد بن جبير الأزدي: الفقيه المحدِّث المفسِّر, وكان أحد علماء التابعين. أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر. وقال بعضهم: كان أعلم التابعين بالطلاق: سعيد بن المسيب, وبالحج: عطاء, وبالحلال والحرام: طاوس, وبالتفسير: مجاهد, وأجمعهم لذلك: سعيد بن جبير. توفي سنة خمس وتسعين.
الضحاك بن مزاحم الهلالي: صاحب التفسير. مات بخراسان, وهي بلاد واسعة بين العراق والهند. مات سنة اثنتين ومائة. فقيه, كان يعلم الناس في كُتَّاب عظيم. يعني: كان الكُتَّاب الذي يُعلِّم فيه عظيمًا, فيه ثلاثة آلاف صبي, وكان يركب حمارًا ويدور عليهم.
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدني: أخذ معاني القرآن, وروى عن والده وابن المنكدر. توفي سنة اثنتين ومائة.
مجاهد بن جبر, أبو الحجاج مولى السائب المخزومي المكي: قرأ على ابن عباس, وصاحَب ابن عمر مدة كثيرة وأخذ عنه. وحدَّث عنه: قتادة، وعمرو بن دينار، وأيوب بن منصور، والأعمش، وابن عون, وغيرهم... قال قتادة: "أعلم مَن بقي بالتفسير: مجاهد". توفي سنة ثلاث ومائة.
عكرمة مولى ابن عباس: كان عبدًا لعبد الله بن عباس, فمات -رضي الله عنه, فورثه ابنه علي بن عبد الله, فباعه من خالد بن يزيد بأربعة آلاف دينار, فأتى عكرمة عليًّا فقال: "ما خير لك, بعتَ علم أبيك بأربعة آلاف دينار". فاستقاله خالد وأعتقه. وكان يُكنَّى: أبا عبد الله. عالمًا بالقرآن ومعانيه. توفي سنة خمس ومائة.
طاوس بن كيسان، أبو عبد الرحمن اليماني: كان رأسًا في العلم والعمل، من سادات التابعين, وأدرك خمسين صحابيًّا. وكان كاملًا في الفقه والتفسير, وكان مجاب الدعوة. حجَّ أربعين حجة, وتوفي حاجًّا بمكة قبل التروية بيوم. توفي سنة ست ومائة.
الحسن البصري: كان من سادات التابعين, وأفتى في زمن الصحابة. بالِغ الفصاحة, بليغ المواعظ, كثير العلم بالقرآن ومعانيه. وكانت وفاته سنة عشر ومائة.
عطية بن سعد بن جنادة العوفي, أبو الحسن الجدلي: أخذ القرآن ومعانيه, وروى عن ابن عباس وأبي هريرة. وكانت وفاته سنة إحدى عشرة ومائة.
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
ذكر المفسرين من الأئمة والمشايخ في المائة الثانية
ثم بَعد ذلك ذَكَر المؤلِّف فصلًا آخر في ذكر المفسرين من الأئمة والمشايخ في المائة الثانية:
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
محمد بن إدريس الإمام الشافعي, أبو عبد الله بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هشام بن عبد المطلب بن عبد مناف, جدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والسائب جدّه: صحابي, أسلم يوم بدر. وُلِدَ سنة خمسين ومائة بغزَّة أو عسقلان. وعسقلان: مدينة بالشام على ساحل البحرين بين غزة وبيت جبريل, يقال: لها عروس الشام, أو منى، على عدة أقوال. ونشأ بمكة. وقدم بغداد، فاجتمع علماؤها وأخذوا عنه, وصنَّف بها كتابه القديم. ثم عاد إلى مكة. ثم خرج إلى بغداد فأقام بها شهرًا, ثم خرج إلى مصر, وصنَّف بها كتبه الجديدة. قال أبو ثور: "كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي: أن يضع له كتابًا فيه معاني القرآن, ويجمع قول الأخبار فيه وحُجة الإجماع, وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة, فوضع له كتاب "الرسالة". وهي مطبوعة بتحقيق المحدِّث أحمد محمد شاكر رحمه الله.
توفي الإمام الشافعي يوم الجمعة في شهر رجب سنة أربع ومائتين, وكان عمره أربعًا وخمسين سنة. وله "أحكام القرآن", وللشيخ أبي الحسن علي المعروف ابن حجر السعدي. توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.
كذلك أيضًا اشترك مع الإمام الشافعي في "أحكام القرآن": الشيخ أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق الأزدي البصري, وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين, والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحلبي, توفي سنة خمس وثلاثمائة، وللشيخ أبي الحسن علي بن موسى بن داود العمري الحنفي المتوفَّى سنة خمس وثلاثمائة, وللشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن علي المعروف بالجصَّاص الرازي الحنفي المتوفَّى سنة سبعين وثلاثمائة.
محمد بن المستنير, أبو علي: النحوي اللغوي البصري, مولى سالم بن زياد المعروف بقطرب. أخذ الأدب عن سيبويه وعن جماعة من علماء البصرة. وكان حريصًا على الاشتغال والتعلّم. وكان يبكِّر إلى سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة, فقال له: "ما أنت إلا قطرب ليل", فبقي هذا اللقب. وله من التصانيف: كتاب "معاني القرآن في التفسير"، وكتاب "الرد على الملحدين في تشابه القرآن". وتوفي سنة ست ومائتين أيضًا.
يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الديلمي, أبو زكريا ويعرف بالفرَّاء: كان مقيمًا في بغداد في أكثر الأوقات. وقد رحل إلى الكوفة. ومن مصنَّفاته: "معاني القرآن واللغات", و"المصادر في القرآن". وكانت وفاته في طريق مكة سنة سبع ومائتين. وكانت مدة عمره سبعًا وستين؛ كذا روى اليافعي في "تاريخه".
محمد بن عمر, أبو عبد الله, الشهير بالواقدي الأسلمي المدني: العلامة العالم الفاضل. صنَّف التفسير، اشتهر اسمه "تفسير الواقدي"؛ كذا ذكره الثعلبي. وتوفي سنة سبع ومائتين.
عبد الرزَّاق بن همام اليمني الصنعاني الحميري: صاحب المصنفات والتفسير. روى عنه: سفيان بن عيينة, والإمام أحمد, ويحيى بن معين. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.
محمد بن يوسف, أبو عبد الله الحافظ الفريابي: العالم الفاضل, صنَّف التفسير, اشتُهِرَ اسمه بـ"تفسير الفريابي"؛ ذكره الثعلبي بـ"الكشف". توفي سنة اثنتي عشر ومائتين. (من "أسامي الكتب والفنون").
عثمان بن أبي شيبة العبسي, الحافظ أبو الحسن: من أئمة المحدِّثين, وله المسند وتصنيف في التفسير. وكان كاملًا في جميع العلوم. حضر مجلسه ثلاثون ألفًا من الطلبة. وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين ومائتين.
عبد بن حميد, الحافظ أبو محمد: كان إمامًا عالمًا في التفسير والحديث, وماهرًا في العلوم. صاحب المسند والتفسير. توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
سهل بن محمد, الإمام أبو حاتم السجستاني: اللغوي صاحب المصنفات, أخذ العربية عن أبي عبيدة والأصمعي, وقرأ القرآن على يعقوب, وكتب الحديث عن طائفة من المحدِّثين. ولما مات بلغت قيمة كتبه أربعة عشر ألف دينار. وله التأليف في التفسير. توفِّي سنة خمسين ومائتين.
أحمد بن الفرات: الإمام العالم الحافظ, أحد الأعلام وصاحب المسند والتفسير, وقال: "كتبت ألف ألف حديث, وخمسمائة ألف حديث". وقد توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
محمد بن يزيد بن ماجة القاسمي" صاحب "السنن" والتفسير والتاريخ. وكان إمامًا في الحديث. ارتحل إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر والريّ لكتابة الحديث. وكتابه في الحديث أحد الكتب الستة. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
بقي بن مخلد بن يزيد, أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي: الحافظ، أحد الأعلام، وصاحب التفسير والمسند. وُلِدَ في رمضان سنة إحدى ومائتين. وأخذ عن يحيى بن يحيى الليثي. ورحل إلى المشرق, ولقي الكبار. قال ابن حزم: "أقطعُ أنه لم يؤلَّف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير ولا غيره".
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري, أبو محمد النحوي اللغوي: صاحب كتاب "المعارف وأدب الكاتب". كان فاضلًا ثقة, سكن بغداد. وتصانيفه كلها مفيدة, منها: "غريب القرآن" و"مشكل القرآن في التفسير" و"غريب الحديث" و"مشكل الحديث". ومؤلفاته كثيرة. وكانت وفاته سنة ست وتسعين ومائتين.
يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب, أبو الحسن والحسين, وكان يلقَّب بالمهدي: ولد في المدينة في سنة خمس وأربعين ومائتين. وكان عالمًا عاملًا, وله مصنفات كـ"الأحكام" و"المنتخب" و"التفسير في معاني القرآن". مات بصعدة وهي: مدينة باليمن, في شهر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
ذكْر الأئمة والمشايخ من المفسِّرين في المائة الثالثة
بعد ذلك ذكر المؤلّف فصلًا في ذكر الأئمة والمشايخ من المفسِّرين في المائة الثالثة:
١.٢ طبقات المفسِّرين في المائة الأولى، والثانية، والثالثة
أحمد بن فرح بن جبريل, أبو جعفر البغدادي العسكري: المقرئ، المفسِّر. قرأ على أبي عمر الدوري، وأقرأ الناس مدة. وحدَّث عن: علي بن المديني، وأبي بكر وعثمان بني أبي شيبة, وأبيال ربيع الزهراني, وعنه: أحمد بن جعفر وابن سمعان الرزاز. وكان ثقة عالمًا بالقرآن واللغة, بصيرًا بالتفسير. قرأ عليه: أبو بكر النقاش وغيره... توفي بالكوفة في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالي الطبري, الإمام أبو جعفر: رأس المفسرين على الإطلاق، أحد الأئمة. جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره؛ فكان حافظًا لكتاب الله, بصيرًا بالمعاني, فقيهاً في أحكام القرآن, عالمًا بالسنن وطرقها, صحيحها وسقيمها, ناسخها ومنسوخها, عالمًا بأحوال الصحابة والتابعين, بصيرًا بأيام الناس وأخبارهم. أصله من: آمل طبرستان, وهي: اسم أكبر مدينة طبرستان؛ لأنَّ طبرستان سهل وجبل. أبو جعفر طوَّف الأقاليم, وسمع من: أحمد بن منيع, وأبي كريم, وهناد بن السري, ويونس بن عبد الأعلى. روى عنه: الطبراني، وأحمد بن كامل وطائفة. وله تصانيف عظيمة منها: "تفسير القرآن" وهو أجلّ التفاسير، لم يؤلَّف مثله كما ذكره العلماء قاطبة منهم: النووي في "التهذيب"؛ وذلك لأنه جمَع فيه بين الرواية والدراية, ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده. ومنها "تهذيب الآثار", قال الخطيب: "لم أر مثله في معناه", ومنها: "تاريخ الأمم", وكتاب "اختلاف العلماء", وكتاب "القراءات", وكتاب "أحكام شرائع الإسلام", وهو مذهبه الذي اختاره وجَوَّدَه واحتجَّ له. وكان أولًا شافعيًّا, ثم انفرد بمذهب مستقل وأقاويل واختيارات. وله أتباع ومقلدون, وله في الأصول والفروع كتب كثيرة.
إبراهيم بن السري بن سهل, أبو إسحاق الزجاج: وكان من أهل الفضل والدين, وجميل المذهب والاعتقاد. ومن تصانيفه: "معاني القرآن في التفسير" و"خلق الإنسان" و"تفسير جامع المنطق", وكانت وفاته سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في جمادى الأخرى.
أحمد بن محمد بن داود, أبو الفهم القحطاني الحنفي: ينسب إلى يشجب بن يعرب بن قحطان التنوخي، أخو القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهد. وكان من أصحاب الحديث، حافظًا للقرآن، يَعرف شيئًا من تفسيره، ويتكلّم على المتشابه والمشكَل. توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
قتيبة بن أحمد بن شريح, أبو حفص البخاري: صاحب "التفسير الكبير". روى عن سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة، وعنه: نصوح بن واصل، وكان شيعيًّا. مات سنة عشرٍ وثلاثمائة.
محمد بن أحمد الهمداني، أبو العز رشيد الدين: كان عالمًا وفاضلًا للعلوم، قد صنَّف كتاب "الفريد في إعراب القرآن المجيد" وهو مؤلَّف في أربعة أسفار. وتوفِّي سنة أربعة عشر وثلاثمائة.
محمد بن إبراهيم بن المنذر, أبو بكر النيسابوري: الإمام المجتهد، نزيل مكة. صنَّف كتبًا لم يُصَنَّفْ مثلها في الفقه وغيره، ومنها: كتاب "المبسوط"، وكتاب "الإشراف في اختلاف العلماء" وكتاب "الإجماع"، وكتاب "التفسير" وهو من أحسن التفاسير. وكان على نهاية من معرفة الحديث والاختلاف. وكان مجتهدًا لا يقلد أحدًا. سَمِعَ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. وروى عنه: أبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عماد الدمياطي، وآخرون... وكانت وفاته سنة ثمانية عشر وثلاثمائة.
الشيخ عبد الله بن أحمد البلخي: وهو العالم الفاضل الذكي الورع, أبو القاسم. صنَّف التفسير في اثني عشر سفرًا، فيه من الفوائد ما لم يُسْبَق إلى مثلها؛ وهو المعروف بـ"تفسير البلخي". وتوفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان, أبو الحسن: النحوي, كان حافظًا مذهبَ الكوفيين والبصريين؛ لأنه أخذ العلم من المبرَّد وثعلب. ومن مصنفاته: "مهذب الغلط في النحو وغريب الحديث" و"معاني القرآن في التفسير". وكانت وفاته سنة تسعٍ وتسعين ومائتين في شهر ذي القعدة، وفي القول الأصح سنة عشرين وثلاثمائة.