٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


عبد القادر بن طاهر بن محمد التميمي, الإمام الكبير, الأستاذ أبو منصور البغدادي, الشافعي: إمام عظيم القدر, كثير العلم.
وقال عبد الغافر الفارسي: هو الأستاذ الإمام الكامل, ذو الفنون, الفقيه, الأصولي, الأديب, الشاعر, النحوي, الماهر في علم الحساب, العارف بالعروض. ورد نيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر.
وكان ذا مال وثروة ومروءة, وأنفق هذا المال على أهل العلم والحديث. صنَّف في العلوم, ودرس سبعة عشر نوعًا من العلوم. وكان قد درس على الأستاذ أبي إسحاق, وأقعده بعده للإملاء مكانه, وأملى سنين.
ومن تصانيفه: كتاب "التفسير"، وكتاب "فضائح المعتزلة"، وكتاب "التحصيل في أصول الفقه"، وكتاب "نفي خلق القرآن".
توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة.


٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


أحمد بن عمار المهدوي: العالم, الفاضل. صنَّف "التفصيل الجامع لعلوم التنزيل", وهو تفسير بالقول من أكبر التفاسير وأشرفها, جليل القدر والشأن في علم التفسير: أولًا فسَّر النظم الكريم بما ورد في أصح الأقوال المتضمنة للآثار الشريفة. ثم بعد ذلك أعرب ما ينبغي إعرابه, وذكر أوجه القراءات, وما ينبغي لكل وجْه من أوجهها في الإعراب. وتوفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قال الحافظ السيوطي: "وقد اختصره أبو حفص الشيخ عمر بن أحمد الأندلسي, وسمّاه: "عين الأعيان", وكان ذلك في سنة أربع وستين وسبعمائة.

٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه, الشيخ أبو محمد الجويني: والد إمام الحرمين. كان إمامًا فقيهًا بارعًا نحويًّا مفسرًا أديبًا, تفقّه على أبي الطيب الصعلوكي شيخ الشافعية, وأبي بكر القفال أيضًا شيخ الشافعية. وقعد للتدريس والفتوى. وكان مجتهدًا في العبادة, ومهيبًا بين التلامذة. صنَّف "التبصرة في الفقه"، و"التذكرة"، و"التفسير الكبير" المشتمل على عشرة أنواع في تفسير كل آية والتعليق عليها. سمع من أبي الحسين بن بشران وجماعة. وروى عنه ابنه إمام الحرمين وغيره. توفِّي في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائة.

٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي, البصري الشافعي: تفقَّه على أبي القاسم الصيمري, وأبي حامد الإسفراييني. وكان حافظًا للمذهب, عظيم القدر, متقدمًا عند السلطان. وله المصنَّفات الكثيرة في كل فن من الفقه والتفسير والأصول والآداب. ولي القضاء ببلاد كثيرة, ودرس بالبصرة وبغداد سنين. ومن تصانيفه: "الحاوي في الفقه"، والتفسير للقرآن وسمّاه "النكت المصونة", هذا الكتاب ذكرتْه كتب التراجم باسم "النكت والعيون" وهو مؤلَّف ضخم الحجم. وألَّفَ أيضًا "الأحكام السلطانية"، و"أدب الدنيا والدين"، و"الإقناع في الفقه"، و"قانون الوزارة"، و"سياسة المُلْك"، وغير ذلك...
روى عن الحسن بن علي الجيلي وغيره. وروى عنه الخطيب ووثَّقه, وآخر من روى عنه: أبو العز بن كادش. واتُّهم بالاعتزال, قال ابن السبكي: "والصحيح أنه ليس معتزليًّا, ولكنه يقول بالقدَر فقط, وهي البلية التي غلبت على أهل البصرة". وقد كانت وفاته في شهر ربيع الأول, سنة خمسين وأربعمائة عن ست وثمانين سنة.

٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


محمد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي, أبو عمر النسوي الملقَّب: "أقضى القضاة". من أكابر أهل خراسان فضلًا وإفضالًا وجاهًا. صنَّف كتابًا في التفسير والفقه. ولي قضاء خوارزم وأعمالها, وسمع من أبي بكر الحيري، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأبي ذر الهروي، وابن نظيف، وغيرهم... وأملى سنين, روى عنه أبو عبد الله الفراوي، وأبو المظفر بن القشيري، وإسماعيل بن صالح المؤذن. وأنشأ بخوارزم مدرسة. وكانت وفاته في حدود السبعين وأربعمائة عن ثمانين سنة.

٢.١ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الرابعة


عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن شيخ الإسلام, أبو إسماعيل الأنصاري الهروي: الحافظ العالم من وَلِدِ أبي أيوب الأنصاري. قال عبد الغافر: "كان إمامًا كاملًا، ومؤلِّفًا في التفسير, حسن السيرة في التصوف, على حظِّ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب, قائمًا بنصر السنة والدين من غير مداهنة ولا مراقبة بسلطان ولا غيره. وقد تعرَّض بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارًا, فكفاه الله شرَّهم. سمع من عبد الجبار الجراحي, وأبي الفضل الجارودي, ويحيى بن عمَّار النحوي المفسِّر, وأبي ذر الهروي, وخلائق. وتخرج به خلق. وفسَّر القرآن زمانًا, وكان يقول: "إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير".
وله تصانيف منها: "ذم الكلام"، وكتاب "منازل السائرين" في التصوّف, وكتاب "الفاروق" في الصفات, وغير ذلك... وكان آية في التذكير والوعظ. روى عنه أبو الوقت عبد الأول, وخلائق, آخرهم بالإيجاز: أبو الفتح نصر بن سيار. مولده: سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وكانت وفاته في شهر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.