٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


نأتي إلى ذكر فصل في المفسرين من الأئمة والمشايخ الذين كانوا في المائة الخامسة:

١) أبو محمد الفازي الشيرازي
٢) أبو حامد الغزالي
٣) أبو نصر القشيري
٤) العلامة أبو محمد البغوي
٥) محمد بن عبد الملك الكرجي
٦) أبو القاسم التيني الطمحي
٧) مِفضل بن محمد الأصبهاني
٨) عمر بن محمد النسفي

٩) أبو القاسم الزمخشري
١٠) أبو البركات الحسيني
١١) ابن أرسان البخاري
١٢) أبو محمد الغرناطي القاضي
١٣) أبو محمد المقدسي الجماعيلي
١٤) أحمد بن علي المرسي
١٥) أبو المغفر الحكيمي
١٦) أبو العباس الإدبلي الشافعي

١٧) قطب الدين الشيرازي
١٨) نجم الدين العالم الرازي
١٩) أبو عبد الله النوقاني
٢٠) الشيخ أبو عبد الله الحلواني
٢١) عبد الرحمن الجوزي



٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو محمد الفازي الشيرازي

عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الواحد بن محمد الفارسي, أبو محمد الفازي الشيرازي: من أهل شيراز, وهي بلد عظيم مشهور, وهي من أحسن بلاد فارس. قدم بغداد, وكان أفقه أهل زمانه وأفضلهم في الشافعية. وله كتاب "الآحاد". وقيل إنه صنَّف سبعين تأليفًا, وإنَّه ألف تفسيرًا ضمَّنَه مائة ألف بيت من الشواهد, وصنَّف "تاريخ الفقهاء". توفي بشيراز في رمضان سنة خمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو حامد الغزالي

محمد بن محمد بن أحمد, أبو حامد الغزالي, حجة الإسلام, زين الدين الطوسي الشافعي: لم يكن في الآخِرين مثله. قد وُلد في سنة خمسين وأربعمائة, واشتغل بطوس, وطوس: مدينة مشهورة بخراسان. ثم قدم نيسابور, واختلف إلى درس إمام الحرمين, وجدَّ في الاشتغال, وصار من الأعيان. وصنَّف الكتب, ولم يزل ملازمًا إلى أن تُوفي إمام الحرمين. ثم لقي أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. ودرّس في النظامية وهي: المدرسة الكبرى المشهورة ببغداد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

ثم قصد طريق الزهد, وحج, ورجع إلى الشام, وأقام بدمشق, وانتقل إلى بيت المقدس, ثم إلى مصر, وأقام بالإسكندرية. ثم عاد إلى وطنه وصنَّف الكتب. يقال: صنَّف تسعمائة وتسعًا وتسعين تصنيفًا منها: "ياقوت التأويل في تفسير القرآن" أربعين مجلدًا. ثم عاد إلى نيسابور ودرّس بالنظامية في مدينة نيسابور, ثم عاد إلى وطنه, واتخذ خانقاهًا للصوفية, والخانقاه: بقعة يسكنها أهل الصلاح والخير والصوفية, واتخذها أيضًا مدرسة للمتعلمين. ووزَّع أوقاته لقراءة القرآن ومجالسة أهل القلوب,..


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


ومذاكرة العلوم، إلى أن مات يوم الاثنين رابع جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة بطبران بلدة بطوس هي ناحية من خراسان؛ كذا في "تاريخ مرآة الجنان" لليافعي. وقال المصنَّف: "أكتفي بذكر مصنَّفاته في علوم القرآن, وفي كتاب "كشف الظنون" يقول: صنَّف كتاب "الذهب والإبريز" في خواص القرآن العظيم, وهو مؤلف نافع جليل, أوّله: "الحمد لله الموصوف بصفات الكمال", وصنَّف "شواهر القرآن" ذكر فيه فضائل القرآن العظيم، وهو كتاب شريف أيضًا جليل القدر والشأن ومعتبر".


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو نصر القشيري

عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري النيسابوري: قال عبد الغافر: هو إمام الأئمة، وحبر الأمّة، وبحر العلوم. ربَّاه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر, واستوفى الحظَّ الأوفى من علم التفسير والأصول. ثم لازم إمام الحرمين حتى أحكم عليه المذهب والخلاف والأصول, وسمع الحديث من أبيه, وأبي عثمان الصابوني, وابن النقور, وأبي القاسم الزنجاني, وجماعة. وحدَّث بالكثير. روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار, وأبو الفتوح الطائي, وبالإجازة ابن عساكر, وابن السمعاني. ومن العجائب أنه اعتُقل لسانه, أي: حُبس عن الكلام في آخر عمره إلّا عن الذكر, فكان يتكلم بآي القرآن. وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


العلامة أبو محمد البغوي

الحسين بن مسعود بن محمد, العلامة أبو محمد البغوي الفقيه الشافعي, يُعْرَف بابن الفرَّاء, ويلقب بمُحْيي السنة وركن الدين: كان إمامًا في التفسير والحديث والفقه, تفقَّه على القاضي حسين بن محمد بن أحمد أبي علي شيخ الشافعية بخراسان, وسمع الحديث منه, وابن أبي عمر عبد الواحد المليجي, وأبي الحسن الداودي, وطائفة... روى عنه: أبو منصور, وأبو الفتوح الطائي, وجماعة آخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني, روى عنه بالإجازة, وبقي إلى سنة ستمائة, وأجاز للفخر علي بن البخاري.

وله من التصانيف: "معالم التنزيل" في التفسير, وطُبع محققًا في ثماني مجلدات, وهو التفسير المشهور بـ"تفسير البغوي" وهذا التفسير أُخذ رسائل ماجستير في تحقيق أسباب النزول, وكنت مشرفًا على هذه السلسلة. كذلك أيضًا له "شرح السنة"، و"المصابيح"، و"الجمع بين الصحيحين"، و"التهذيب في الفقه". وقد بورك له في تصانيفه, ورُزق فيها القبول لحسن نيته. وكان لا يلقي الدرس إلّا على طهارة, وكان قانعًا ورعًا يأكل الخبز وحده, ثم لامه الناس في ذلك فصار يأكله بزيت. وكانت وفاته في شهر شوال سنة ست عشرة وخمسمائة وقد جاوز الثمانين. ودُفن عند شيخه القاضي حسين بمقبرة "الطالقان"، وقبره مشهور هناك.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


محمد بن عبد الملك الكرجي

محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن محمد الكرجي, أبو الحسن بن أبي طالب: ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. صنَّف التصانيف في المذهب والتفسير. كان إمامًا وَرِعًا فقيهًا محدِّثًا, أفتى طول عمره في جميع العلوم ونشرها. وكان شافعي المذهب. توفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو القاسم التيني الطمحي

إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر: الحافظ الكبير أبو القاسم التيني الطمحي الأصبهاني, الملقب بـ"قوام السنة": قال ابن السمعاني: "هو أستاذي في الحديث". وهو إمام في التفسير والحديث واللغة والأدب, عارف بالمتون والأسانيد, عديم النظير, لا مثيل له في وقته. وقال السلفي: "كان فاضلًا في العربية ومعرفة الرجال, حافظًا للحديث عارفًا بكل علم ومتفننًا فيه". وُلِدَ سنة سبع وخمسين وأربعمائة, وسمع من أبي عمرو بن منده, وعائشة الوركانية, وأبي نصر الزينبي, ومالك البنياسي, وخلائق كثير. ورحل وطوَّف وأملى وصنَّف, وتكلَّم في الجرح والتعديل. وروى عنه أبو القاسم بن عساكر, وأبو سعد السمعاني, وأبو موسى المديني, وآخرون... قال أبو موسى في "معجمه": "هو إمام أئمة وقته, وأستاذ علماء عصره, وقدوة أهل السنة في زمانه, وكان يحكم مجلس إملاء الأئمة والحفاظ والمسندين, وبلغ عدد أماليه نحوًا من ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس".

قال أبو موسى: "وهو المبعوث على رأس المائة الخامسة, الذي أحيا الله به الدين, لا أعلم أحدًا في ديار الإسلام يصلح لذلك غيره". قال الذهبي: "وهذا تكلُّف زائد من أبي موسى؛ فإنه لم يشتهر إلّا من بعد العشرين وخمسمائة, هذا إن سُلِّم أنه أجَلّ أهل زمانه في العلم".


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو القاسم التيني الطمحي
تصانيفه

قال أبو موسى: "ومن تصانيفه: "التفسير الكبير" ثلاثون مجلدًا سماه: "الجامع", وله كتاب "الإيضاح" في التفسير أربعة مجلدات, هذا الكتاب حُقِّق قسم منه في رسالة علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سورة (الأنعام) إلى سورة (يونس) -عليه السلام-. كذلك أيضًا له "الموضح" في التفسير ثلاث مجلدات, و"المعتمد" في التفسير أيضًا عشر مجلدات, وكتاب "التفسير" باللسان الأصبهاني في عدة مجلدات. وله "إعراب القرآن العظيم", وله كتاب "الترغيب والترهيب"، وكتاب "السنة"، وكتاب "دلائل النبوة"، و"شرح البخاري"، و"شرح مسلم" وغير ذلك... وله فتاوى كثيرة, وكان أهل بغداد يقولون: ما دخل بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل ولا أحفظ منه. وكانت وفاته يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


مِفضل بن محمد الأصبهاني

مِفضل بن محمد الأصبهاني, أبو القاسم الراغب: كان ظهوره في أوائل المائة الخامسة, وكان عالمًا بأنواع العلوم, وماهرًا في التفسير. ومن مصنَّفاته: "مفردات القرآن"، وكتاب "الذريعة في محاسن الشريعة" و"أقانين البلاغة"، وكتاب "الأخلاق". وصنَّف التفسير. توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


عمر بن محمد النسفي

نجم الدين، أبي حفص: عمر بن محمد النسفي، الحنفي: كان إمامًا فاضلًا أصوليًّا متكلمًا مفسرًا محدِّثًا فقيهًا حافظًا نحويًّا لغويًّا ذكيًّا فطنًا, أحد الأئمة الأربعة المشهورين بالحظِّ الوافر من العلوم والقبول التام عند الخاصِّ والعام, وكان أستاذًا, نشر العلوم إملاءً وتذكيرًا. وله تصنيفات جليلة في التفسير والفقه وسائر العلوم, وأجلّ تصانيفه "التيسير في تفسير كتاب الله تعالى" في أربع مجلدات، أبدع فيها بالنكات. وُلد بنسف بلدة اسمها نسف, سنة إحدى وستين وأربعمائة. توفِّي بسمرقند سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وذُكر في "كشف الظنون": أنه ابتدأ في أول تفسيره المذكور بتعريف التفسير والتأويل, وذكر الفرق بينهما, وشرع في المقصود, ففسّر الآيات بالقول, وهو من الكتب المبسوطة في فن التفسير.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو القاسم الزمخشري

محمود بن عمر بن محمد بن عمر, العلامة أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي: النحوي اللغوي المتكلِّم المفسر, يلقّب بـ"جار الله" لأنه جاور بمكة زمانًا. وُلِدَ في شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر قرية من قرى خوارزم, وقدم بغداد, وسمع من أبي الخطاب بن البط وغيره. وحدَّث وأجاز للسلفي, وزينب الشعرية التي هي زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن أمّ المؤيد النيسابورية. قال السمعاني: "كان الزمخشري ممن برع في الأدب والنحو واللغة. لقي الكبار, وصنَّف التصانيف, ودخل خراسان عدة مرات, وما دخل بلدة إلّا اجتمعوا عليه وتلمذوا له. وكان علامة الأدب ونسابة العرب, تُضرب إليه أكباد الإبل". وقال ابن خلكان في "وفياته": "كان إمام عصره، وكان متظاهرًا بالاعتزال, وله التصانيف البديعة منها: "الكشاف" في التفسير, و"الفائق" في غريب الحديث". ومن تصانيف الزمخشري: "أساس البلاغة"، و"ربيع الأبرار"، و"نصوص الأخبار" في الحكايات, و"متشابه أسماء الرواة"، و"الرائد" في الفرائض, و"المنهاج" في الأصول, و"المفصل" في النحو, و"الأنموذج" فيه مختصر, و"الأحاجي النحوية", وغير ذلك... وقد كانت وفاته في ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو البركات الحسيني

عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي الحسين بن علي بن حمزة بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أبو البركات الحسيني الكوفي الحنفي الزيدي. قال السمعاني: "شيخ كبير فاضل, له معرفة بالفقه والحديث واللغة والتفسير والنحو. له التصانيف الحسنة السائرة, سمعته يقول: "أنا زيدي المذهب, لكن أُفتي على مذهب السلطان". يعني: مذهب أبي حنيفة ظاهرًا. وقال ابن عساكر: "سئل عن مذهبه في الفتيا, وكان مفتي أهل الكوفة, فقال: "أنا أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهرًا, وبمذهب زيد بن علي بن الحسين تدينًا". وقال أبو طالب بن الهراس الدمشقي: "إنه صرَّح له بالقول بالقدر, وخلْق القرآن".

وقال الحافظ أبو الغنائم النرسي: "هو جارودي المذهب, ولا يرى الغسل من الجنابة". والجارودية هم من فرق الزيدية, نسبتهم إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد. زعموا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصَّ على عليٍّ -رضي الله عنه- بالوصف دون التسمية. سمع الحديث من أبي بكر الخطيب, وأبي القاسم بن البصري, وجماعة. وروى عنه: أبو سعد السمعاني, وأبو القاسم بن عساكر, وأبو موسى المديني. مولده في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وكانت وفاته في شهر شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


ابن أرسان البخاري

الشيخ محمود بن محمود الحافظ البخاري, الشهير بابن أرسان: العالم الفاضل المحقق. صنَّف التفسير, قد يُعْرَف بـ"تفسير الحافظ". وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو محمد الغرناطي القاضي

عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية: الإمام الكبير, قدوة المفسرين: أبو محمد الغرناطي القاضي. حدَّث عن أبيه الحافظ الحجة أبي بكر, وعن أبي علي الغساني, ومحمد بن الفرج مولى ابن الطلاع, وخلائق غيرهم... وكان فقيهًا عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير, بارع الأدب, بصيرًا بلسان العرب, واسع المعرفة. له يد في الإنشاء والنظم والنثر, وكان يتوقّد ذكاءً, وله التفسير المشهور, وهذا التفسير المسمَّى بـ"المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، وهو مطبوع طبعتين كاملتين, إحداهما بالمغرب, والأخرى بمصر. وهو تفسير شريف جليل القدر والشأن, قد تداوله فحول العلماء وأثنوا عليه خيرًا, حتى قال أبو حيان: "هو أجلّ من صنَّف في علم التفسير, وأفضل مَن تصدَّر للتنقيح فيه والتفسير". وقال جماعة من الفضلاء: كتاب ابن عطية أجمع, وللسنة السَّنية أخلص وأكمل. توفي سنة ست وأربعين وخمسمائة. ولي قضاء المرية. وروى عنه: أبو جعفر بن مضاء, وعبد المنعم بن الفرس, وآخرون, آخرهم بالإجازة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري المتوفَّى سنة عشرة وستمائة. وكان مولده في سنة ثمانين وأربعمائة. وكانت وفاته في خامس عشر من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو محمد المقدسي الجماعيلي

عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر: شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي: صاحب التصانيف. ولد بقرية جماعيل: قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. وُلِدَ في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. قال ابن النجَّار: "كان إمام الحنابلة بالجامع -أي: جامع دمشق-, وكان ثقة وحجَّة ونبيلًا, غزير الفضل نزيهًا ورعًا عابدًا على قانون السلف, على وجه النور والوقار". صنَّف: "البرهان في القرآن": جزآن, و"مسألة العلو": جزآن, و"فضائل الصحابة": جزآن, وكتاب "المتحابين": جزآن, و"المغني" في الفقه: عشرة مجلدات, و"الكافي": أربعة مجلدات, و"المقنع": مجلد واحد, و"العمدة: مجلد, وعدة تصانيفه لا تحصى... توفّي يوم الفطر بمنزله في دمشق.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أحمد بن علي المرسي

أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن أفلح بن رزكون بن سحنون المرسي الفقيه المالكي المقرئ. قال الذهبي: "كان فقيهًا مشاورًا حافظًا محدثًا مفسرًا نحويًّا". سمع من: أبي عبد الله بن الفرج الطلاعي, وأبي علي الغسَّاني. أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الجزار الضرير صاحب مكي وابن أخي الدوش. تصدَّر للإقراء بالجزيرة الخضراء مدينة مشهورة بالأندلس. أخذ الناس عنه. روى عنه: أبو حفص بن عذرة, وابن خير, وجماعة, وآخرهم أحمد بن جعفر. توفي في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو المغفر الحكيمي

محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي الحنفي, أبو المغفر بن الحكيم الحكيمي الواعظ: سكن دمشق, تفقه ببغداد. كان مولده في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة. سمع من نور الهدى الزينبي, وأبي علي بن نبهان, وأخذ المقامات عن مصنَّفها الحريرى. روى عنه: أبو المواهب بن صرا, وأبو نصر بن الشيرازي. وله تفسير القرآن, وكتاب "شرح المقامات"، وكتاب "شرح الشهاب"، ونظم "مختصر القدوري". وله شعر. وكانت وفاته في شهر محرم سنة سبع وستين وخمسمائة.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو العباس الإدبلي الشافعي

خضر بن نصر بن عقيل بن نصر الإدبلي الشافعي, أبو العباس: كان فقيهًا فاضلًا عارفًا. اشتغل ببغداد على أبي بكر الشاشي, والكير هراسي, ولقي عدَّةً من مشايخها. ثم رجع إلى إربل, وهي مدينة كبيرة من أعمال الموصل. وله تصانيف كثيرة حسان في التفسير والفقه وغير ذلك... وله كتاب ذَكر فيه ستًّا وعشرين خطبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وكلها مسندة. وكان رجلًا صالحًا زاهدًا عابدًا ورعًا متقللًا, ونفسه مبارك. وكانت وفاته في سنة سبع وستين وخمسمائة بإربل. ودُفن في المدرسة التي بالربض في قبة. والربض: ما حول المدينة من الخارج.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


قطب الدين الشيرازي

محمود بن مسعود: العالم الفاضل العلامة, قطب الدين الشيرازي: صنَّف: "الحاشية على تفسير الكشاف" في مجلدين لطيفين, وهي حاشية معتبرة. وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


الدين العالم الرازي

الشيخ نجم الدين العالم الفاضل الرازي: ونلاحظ هنا أنّ محقق كتاب "طبقات المفسرين" للأدنوي قال: "هذه الترجمة وقعت في غير موضعها؛ لأنَّ المؤلف توفي سنة ستمائة وثماني عشرة هجرية, ولذلك أعادها المؤلف في الطبقة الآتية.

٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


أبو عبد الله النوقاني

محمد بن أبي علي بن أبي نصر فخر الدين, أبو عبد الله النوقاني, الفقيه الشافعي الأصولي: كان له يد طولى في التفسير والفقه والجدل. كثير العبادة والصلاح, تفقَّه على الإمام محمد بن يحيي, وقَدِمَ بغداد ودرس وناظر وتولَّى تدريس مدرسة أم الخليفة الناصر. توفي بالكوفة في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


الشيخ أبو عبد الله الحلواني

الشيخ أبو عبد الله سليمان بن عبد الله الحلواني: العالم الفاضل الكامل. صنَّف تفسيرًا يعرف بـ"تفسير الحلواني". وتوفي سنة أربع وتسعين وخمسمائة.


٢.٢ طبقات المفسرين ومناهجهم في المائة الخامسة


عبد الرحمن الجوزي

عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي, أبو الفرج: من ولد الإمام أبي بكر الصديق, وبقية النسب معروف, هو: القرشي التيني البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ, الملقَّب بجمال الدين الحافظ. كان علَّامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ. صنَّف في فنون عديدة منها: "زاد المسير في علم التفسير" في أربعة أجزاء, وهو مطبوع في تسعة مجلدات بتحقيق زهير الشاويش, أتى فيه بأشياء غريبة. وله في الأحاديث تصانيف كثيرة. وله "المنتظم في التاريخ" وهو كبير, وله "الموضوعات" في أربعة أجزاء, ذكر فيها كل حديث موضوع, وله "تلقيح فهوم الأثر على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة".

وبالجملة فكتبه أكثر من أن تًعَدَّ, وكتب بخطه شيئًا كثيرًا. والناس يغالون في ذلك حتى يقولون: إنه جمع الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة, فكان ما خَصًَّ كل يوم تسعة كراريس. وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل. ويقال: إنه جمعت برَّاية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحصل منها شيء كثير. وأوصى أن يسخَّن بها الماء الذي يغسَّل به بعد موته. ففعل ذلك فكفَّت وفضل منها الكثير. وُلِدَ تقريبًا في سنة ثمان, وقيل عشر وخمسمائة, وقد كانت وفاته في سنة سبع وتسعين وخمسمائة.