![]() |
التعريف الأول: تعريف أبي حيان الأندلسي: عرف أبو حيان القراءات أثناء تعريفه للتفسير حيث قال: التفسير علم يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحمل عليها حالة التركيب وتتمَّات لذلك ثم قال -رحمه الله-: وقولنا يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن هذا هو علم القراءات |
![]() |
قال الدكتور "بازمول" في شرحه لهذا التعريف: قلت: فعلم القراءات عند أبي حيان -رحمه الله- هو العلم الذي يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ويلاحظ ما يلي أن هذا التعريف أقرب إلى موضع التجويد منه إلى تعريف القراءات إن الباحث عند نظره في هذا التعريف ينبغي أن يتذكر أن أبا حيان لم يأتِ بهذا التعريف غرضًا وقصدًا، ولكن جاء به عرضًا؛ فلا يُنظر إليه كحد يطلب فيه كونه جامعًا مانعًا |
![]() |
التعريف الثاني: تعريف بدر الدين الزركشي المتوفى سنة أربع وتسعين وسبعمائه، عرف الزركشي القراءات تعريفًا يفرّق فيه بينها وبين القرآن، فقال: القرآن: هو الوحي المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- للبيان والإعجاز، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف، أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما؛ فتعريف القراءات عند الزركشي هو اختلاف ألفاظ الوحي في كتبة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما |
![]() |
ويلاحظ ما يلي أنه خصص القراءات في تعريفه بمواضع الاختلاف، ولم يشر إلى مواضع الاتفاق فيها، وذلك لأن مواضع الاتفاق ليست قراءات، وإنما هي قرآن، ومواضع الاختلاف منها ما يصحّ كونه قرآنًا، ومنها ما لا يصح، إنه لم يُشر في تعريفه بوضوح إلى النقل والرواية التي هي الأصلُ في القراءات، كما يلاحظ على هذا التعريف أنه قصَرَ الاختلافَ في القراءات على ما ذُكر، ولم يشر بوضوح إلى الاختلاف في اللغة والإعراب، والحذف والإثبات، وهو واقع في القراءات |
![]() |
التعريف الثالث: تعريف شمس الأئمة ابن الجزري -رحمه الله تعالى- المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة عرَّف ابن الجزري القراءاتِ بقوله: القراءات عِلم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة |
![]() |
التعريف الرابع: كما عرفها السيوطي -رحمه الله تعالى- المتوفى سنة إحدى عشر وتسعمائة أثناء حديثه عن العالي والنازل من أسانيد القرآن حيث قال: ومما يُشبه هذا التقسيم الذي لأهل الحديث تقسيم القُرَّاء أحوالَ الإسناد إلى قراءة ورواية، وطريق ووجه، فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو ونحوهم، واتفقت عليه الطرق والروايات؛ فهو قراءة، فالقراءة عند السيوطي: هي ما خالف فيه إمام من الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم غيرَه مع اتفاق الطرق والروايات عليه ويلاحظ على هذا التعريف أن السيوطي -رحمه الله تعالى- ساقه عرضًا لا غرضًا، وأيضًا فإن هذا التعريف إنما ساقه السيوطي عن القُرَّاء عمومًا، كما أنه لم يحدد فيه ماهيةَ القراءة من حيث هي؛ إنما حددها بالنظر إلى الرواية والوجه والطريق، وهو ما عبَّر عنه بقوله: تقسيم القراء أحوالَ الإسناد إلى قراءة إلى آخره |
![]() |
التعريف الخامس: تعريف شهاب الدين القسطلاني -رحمه الله تعالى- المتوفى سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، عرَّف علم القراءات: بأنه علم يُعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى، واختلافهم في اللغات والإعراب، والحذف والإثبات، والتحريك والإسكان، والفصل والاتصال، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال من حيث السماع، أو يقال: علم يُعرف منه اتفاقهم واختلافهم في اللغة والإعراب، والحذف والإثبات، والفصل والوصل من حيث النقل، أو يقال: علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوًّا لناقلته ويلاحظ أن التعريف الثالث الذي أورده الإمام القسطلاني -رحمه الله تعالى- هو نفس تعريف ابن الجزري -رحم الله الجميع رحمة واسعة- |
![]() |
التعريف السادس: تعريف طاش كبري زاده، قال -رحمه الله- معرفًا علم القراءات: هو علم يُبحث فيه عن صور نظم كلام الله تعالى من حيث وجود الاختلافات المتواترة، قال: وقد يبحث فيه أيضًا عن صور نظم الكلام من حيث الاختلافات الغير متواترة الواصلة إلى حد الشهرة |
![]() |
ويلاحظ على هذا التعريف أنه لما ذكر أن علم القراءات يشمل الاختلافاتِ المشهورةَ، قال: ومبادؤه مقدمات مشهورة أو مروية عن الآحاد الموثوق بهم، فظهر بذلك أنه لا يُريد بالشهرة في التعريف ما هو قسيم المتواتر والآحاد؛ إنما يريد بالشهرة ما يُقابل المتواتر ويدخل في الآحاد |
![]() |
التعريف السابع: تعريف البنا الدمياطي: اكتفى -رحمه الله- عند تعريفه للقراءات بإيراد التعريف الأول والثالث مما أورده القسطلاني -رحمه الله تعالى- فيما سبق ذكره |
![]() |
التعريف الثامن: تعريف الزرقاني: قال الزرقاني معرفًا القراءات: مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفًا به غيرَه في النطق بالقرآن الكريم، مع اتفاق الروايات والطرق عنه؛ سواء كانت هذه المخالفة في نطق الحروف، أم في نطق هيئاتها قال الدكتور "بازمول": قلت: تعريف الزرقاني -رحمه الله- بسط لتعريف السيوطي السابق |
![]() |
ويلاحظ ما يلي أنه حصر التعريف على الاختلافات بين القراء، أنه حصر الاختلافات في النطق بالحروف وهيئاتها، بينما الخلاف الواقع بين القُرَّاء أعمّ من هذا؛ إذ يشمل اللغةَ والإعرابَ، والإثباتَ والحذفَ، والوصلَ والفصلَ |
![]() |
التعريف التاسع: تعريف الشيخ القاضي -رحمه الله تعالى-: عرف -رحمه الله- القراءات: بأنها علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا مع عزو كل وجه لناقله |
![]() |
تعريف الدكتور محمد سالم محيسن -رحمه الله تعالى- عرف الشيخ القراءات: بأنها علم بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم، واختلافها من تخفيف وتشديد، واختلاف ألفاظ الوحي في الحروف بعزوِ الناقلة وهذا التعريف مأخوذ من تعريف ابن الجزري -رحمه الله تعالى- وهذه التعريفات تدور حول عناصر تحدّد المعرَّف، وهذه العناصر هي: |
![]() |
مواضع الاختلاف في القراءات |
![]() |
النقل الصحيح، سواء كان متواترًا أم آحادًا |
![]() |
حقيقة الاختلاف بين القراءات |
![]() |
تعريف القراءات باعتبار الفن المدون: وإذا كان العلم في اصطلاح التدوين هو مجموع المسائل المتعلقة بجهة مخصوصة؛ فإن تعريف القراءات كعلم مدوَّن، هو مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تعالى في الحذف والإثبات، والتحريك والإسكان، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال من حيث السماع، أو مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله -تبارك وتعالى- من جهة اللغة والإعراب، والحذف والإثبات، والفصل والوصل من حيث النقل، أو مجموع المسائل المتعلقة بالنطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا مع عزوِ كل وجه لناقله |